حسين جلبي و”العبور من الجحيم”

عن دار «موزاييك للدراسات والنشر» في إسطنبول، صدرت لحسين جلبي رواية بعنوان «العبور من الجحيم»، وهي سيرة ذاتية لمعتقل قضى 20 شهراً في المعتقلات السورية. ضمّت الرواية 13 فصلاً في 266 صفحة من الحجم المتوسط.

كتب المؤلف على الغلاف الأخير: «قضى بطل هذه الرواية 20 شهراً في المعتقلات، وقضيت 20 شهراً في تدوين سيرته داخلها.

أمسك بيدي، فتبعته، بل سرت القرفصاء إلى جانبه في دهاليزها المظلمة، عارياً محني الرأس، أتلقى الشتائم والضربات المميتة من أشباح تقف على طريق طرفي ممراتها، أرى بعينيه المطمّشتين كل ما يشاهده بإحساسه من فظائع، وأسمع كل ما يسمعه، أتناول معه الخبز العفن ووجبة البرغل الحامض المجبول بمياه المجاري، أُعلّق على البلانكو، أدفن في تابوت القبو المظلم، ينال مني السليكون والأخضر الإبراهيمي، أجلس إلى جانبه جاثياً على البلاط الجليدي العاري وأنام عليه جائعاً، عارياً بارداً مثل جثة، أقترب من الموت كثيراً وأرجوه، لكن خشيتي من عقوبة الميت تمنعني من التوقف عن الحلم بالنجاة، بروحي المثخنة الجراح وجسدي المتفحم، فأجمع – رغم الإبلاغ عن موتي – بقايا طاقتي التي كانت في طريقها للتلاشي، في محاولة قدرت أنها ستكون الأخيرة، لإعطاء إشارة ما بأنني حي، فأنجح في اللحظة الحرجة، قبل الغياب دون أثر، حرقاً أو دفناً في مقبرة جماعية مجهولة، ثم أعبر معه الجحيم الذي لم يعبرني، بل بقي – بما فيه ومن فيه – يسكنني».

*الشرق الأوسط