” خواطر في السجن ” إصدار جديد حول انتاج محمود درويش في المعتقل

خواطر في السجن” كتاب جديد صادر عن مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث، جمعه وأعده الكاتب “محمد زعل السلوم” حول انتاج الشاعر الفلسطيني محمود درويش في فترة اعتقاله بين عامي 1961-1962، عبر فيها بمقالاته عن انتماءاته الثلاث، الأول كفلسطيني داخل أرض مغتصبة والثانية كعربي قومي يدافع عن الهوية العربية واللغة العربية وآدابها، والأممية ودعم حركات التحرر العالمي والترويج للدعاية السوفياتية آنذاك.

اعتمد الكتاب على البحث في الأرشيف الفلسطيني، ضمن كتابات وكتّاب جريدة الاتحاد التابعة للحزب الشيوعي “الإسرائيلي” أيام الحكم العسكري وهي صحيفة الوسط العربي من الشيوعيين في فلسطين 48، رغم بوجود كوكبة من الكتّاب الفلسطينيين مثل إميل حبيبي وسميح القاسم ومحمود درويش، تظهر بدايات كتابة محمود درويش واعتقاله الأول ووصفه لفترة اعتقاله الأولى، وكتاباته الناقدة للحركة الشعرية في فلسطين 48، ورصده لحركات التحرر العالمي ونظرته الشيوعية آنذاك للثورات عبر العالم في كوبا وأنغولا والثورة الجزائرية، وتطورات الأدب العربي في بيروت واندثار أدب المهجر، حين كان يكتب في زاوية الأدب كل جمعة لكن توقيعه باسمه يتقطع إما لاعتقالات، أو لأنه أثقل في قلمه على سلطات الاحتلال أو يبدو أنه اعتقل مراراً بين عامي 1961-1962.

هذا الوعي وأجواء العرب تلك الفترة وتوثيقها من خلال قلم محمود درويش ككاتب مميز، عكست أيضاً وضوح انقسامات العرب إذ دافع عن البياتي الشيوعي وكأن لسان حاله يدافع عن عبد الكريم قاسم الذي انقلب على الحكم الملكي في العراق، وغيرها من وجهات النظر الأولى والمرحلة الأولى من كتابات شاعر فلسطين الكبير. بالمقابل تختفي أصوات الناصريين في فلسطين 48 وأصوات البعثيين والإسلاميين، ويبدو رغم العلاقة المتأرجحة بين اسرائيل والسوفييت إلا أنها عكست حالة من الثبات كان لها منافعها على الشيوعيين الفلسطينيين.

يقدم الكتاب للقارئ العربي ما يخص محمود درويش كاتباً في زاوية الأدب، سواء باسمه وتوقيعه الصريح أو بمقالات تعود له معتمدة بتوقيعه فحسب باعتبارها شهادة للتاريخ.