نهاد سيريس: سيرة مكتبتي المهجورة

  • عندما وَصلَت المكتبة التي كنت قد طلبتُ تفصيلها، لم يكن لديّ فكرة عن النظام الذي سأرتّبُ الكتب وفقاً له، كنتُ أريد فقط أن أتخلَّصَ من الفوضى التي خلَقتها الكتب المتراكمة هنا وهناك. قمتُ بتنظيفها من غبار التصنيع والتركيب ثم رحتُ أفكر أين أضع كل كتاب. استنتجتُ أنها مَهمَّةٌ شاقة رغم تواضع حجم المكتبة وعدد الكتب الذي لم يكن ألفَ كتاب بعد. المكتبات الكبيرة لديها طريقة علمية في التصنيف، وأقصد نظام ديوي الشهير، ولكن أين أنا من هذا النظام؟ لذلك سأنظم المكتبة الجديدة كما اعتدتُ سابقاً، بحيث أجعل كل رفّ يختصُّ بشيء معين مثل الرواية أو الدراسات أو الكتب التاريخية وما إلى ذلك، مع الأخذ بالاعتبار وضعَ مؤلفات كل كاتب في مكان واحد ثم ترك الذاكرة لتدلّني على مكان الكتاب الذي أرغب في قراءته.

تحتل مكتبتي الجديدة جداراً كاملاً، من الأرضية حتى السقف، والرفوف العليا تحتاج إلى سلّم للوصول إليها، كما أنني اعتدتُ اختيار مكان الطاولة التي أعمل عليها بجانب المكتبة، وليس في الوسط، بشكل تُصبح الأرفف فيه على يميني مباشرة، والجميل هو أنني أستطيع أن أمدَّ يدي وأنا جالسٌ لالتقاط أي كتاب من الرفّ القريب، لذلك قررت أن يكون هذا الرفّ، في المكتبة الجديدة، مُخصَّصاً للكتب التي أحتاجها أثناء كتابة العمل الحالي، ممّا جعلني أنقلُ بعض الكتب من هنا إلى هناك باستمرار.

أطلقتُ على هذا الرفّ اسم رف الكتابة، وله أهمية كبيرة عندي. فعندما كنتُ أكتب رواية رياح الشمال قمتُ بنقل مجلدات موسوعة حلب المقارنة لخير الدين الأسدي وموسوعة الأمثال الشعبية الحلبية للأب القوشاقجي، كما نقلتُ إلى هذا الرف كتبَ الحرب العالمية الأولى وكتاب تاريخ حلب الطبيعي للأخوين راسيل، ونقلتُ أيضاً رواية كل شيء هادئ على الجبهة الغربية لإريك ماريا ريمارك التي وجدتُها في المكتبة الوطنية بحلب، فاستعرتُه وقمتُ بتصويره، فقد كان نادراً، وهذه الرواية هي من أفضل ما كُتِبَ عن هذه الحرب العالمية الأولى، يخرُجُ القارئ منها بموقف مُعادٍ لها ولكلّ الحروب بشكل عام. وقد ساعدتني هذه الرواية على تَصوُّر حياة الجنود في الخنادق بشكل جيد. أيضاً نقلتُ إلى هذا الرف كل ما كُتِبَ وكان متوفراً عن القضية الأرمنية، ومن ضمنها مذكرات فائز الغصين شيخ عشيرة اللجاة وقتئذٍ، والذي كان شاهداً على بعض عمليات الإبادة ضد الأرمن في مدينة ديار بكر التي كان منفياً إليها، فقام بوصفها وتثبيتها في مذكراته.

كتبٌ أخرى كان عليَّ نقلُها إلى رفّ الكتابة أثناء الشغل على رياح الشمال، ولكن هذا لم يكن بالإمكان لأنها كانت موجودة في المكتبات العامة واكتشفتُها وقرأتُها هناك، باستثناء كتاب عن بغداد في عشرينيات القرن الماضي، قمتُ بتصويره ثم أهديتُ تلك النسخة المصورة، بعد الانتهاء منها، إلى عبد الرحمن منيف الذي كان في ذلك الوقت يجمع المعلومات لكتابة روايته أرض السواد. ذلك الكتاب عن بغداد ممتاز جداً ويضم صوراً ضوئية لما كان الكاتب يتحدث عنه، مثل الزوارق الشعبية التي كانت تسمى «القفف»، التي ينتقل بها البغداديون بين ضفتي دجلة، كما يضمّ صوراً للقلعة وحي الكاظمية والأسواق الشعبية والتفاصيل المعمارية للبيت البغدادي وغير ذلك.

****

هناك رفوفٌ ملأتها بكتب أعتزّ بامتلاكي لها، وكنت أعود إليها باستمرار مثل المجموعة الكاملة لروايات دوستويفسكي التي صدرٍّت بالعربية في الستينيات، وكذلك مجلدات الحرب والسلام لليو تولستوي وقد صففتها على رفٍّ بارز، بالإضافة إلى الأجزاء الأربعة لرواية الدون الهادئ لميخائيل شولوخوف، والأعمال الكاملة لكل من أنطوان تشيخوف ومكسيم غوركي. أما الروايات الروسية الأخرى من الواقعية الاشتراكية مثل الفولاذ سقيناه لأستروفسكي وكتب لينين فقد قمتُ بالتخلُّص منها في مرحلة سابقة ولم تسترح في مكتبتي الجديدة، في حين نقلتُ رأس المال لكارل ماركس وأنتي دوهرنغ لأنجلز وكتباً أخرى إلى رفّ عُلوي، لأترك المجال للكتاب الرائع فن الحب لأوفيد ومعه كتابا هوميروس الإلياذة والأوديسة بالاضافة إلى الإنيادة لفرجيل.

هناك أرففٌ كان من السهل أن أرى ما فيها من كتب كلّما نظرتُ إلى المكتبة، فوضعتُ فيها كتاب ألف ليلة وليلة طبعة بولاق وأعمال نجيب محفوظ، وبالقرب منها صففتُ مجلدات مجلة الطليعة المصرية لسنوات الستينيات، وأعداد مجلة دراسات تاريخية وخاصة الأعداد التي كانت تحوي مقالات عن تاريخ سورية قبل زوال السيطرة العثمانية لعبد الله حنا، وكنتُ أحرص على أن تكون في متناول يدي باستمرار. وضعت أيضاً الأعداد التي كانت بحوزتي من مجلة الحياة المسرحية الصادرة عن وزارة الثقافة السورية، والكثير من أعداد سلسلة المسرح العالمي الصادرة في الكويت.

أغلب رفوف المكتبة، التي شغلني صفُّها وقتاً طويلاً، كانت لكُتّاب تَصدرُ لهم ترجمات بالعربية باستمرار، وكنت أُصنّفها حسب الجنس الأدبي والجغرافية، فقد كانت هناك رفوف لأدب أميركا اللاتينية أمثال ماركيز، جورج أمادو، أنخل استورياس، ماريو فارغاس يوسا، بورخيس ونيرودا وغيرهم. ولكي لا أُطيل، فقد كان موجوداً أيضاً كلٌّ من توماس مان، ياسوناري كاواباتا، أورهان باموق، أمبرتو إيكو وغيرهم. وأيضاً العديد من الروائيين السوريين والعرب، ومنهم على سبيل المثال حنا مينة، ابراهيم الكوني، بن جلون والطيب صالح.

في نهاية الثمانينيات انشغلتُ بكتابة رواية الكوميديا الفلاحية، وكانت حول البداوة وصراع العشائر بين بعضها بعضاً، فكان عليَّ أن أعود إلى المراجع المختصّة مثل موسوعة القبائل العربية لمحمد سليمان الطيب وكتاب عشائر الشام لأحمد وصفي زكريا، وغيرهما من الكتب التي تبحثُ في أنماط المعيشة والثقافة لعشائر بلاد الشام. نقلتُ هذه الكتب من رفوفها إلى رفّ الكتابة القريب مني. وقد قادتني كتابة هذه الرواية إلى وصف صراع العشائر، التي استوطنت محيط مدينة حلب، للسيطرة وبسط النفوذ على المراكز اللوجستية للاقتصاد الحلبي، وبالتالي الاغتناء والتدخُّل في النشاط السياسي للبلد. ولفهم الموضوع بشكل أفضل، فقد قمتُُ بتفصيل مسألة كيف أن مدينة حلب كانت هي المركز الذي تصب فيه الحبوب والأقطان المحصودة في الجزيرة وكامل محافظة حلب، والتي كانت تُنقَل بواسطة قطارات الشحن إلى محطة قطارات المدينة، وكان على العتالين الذين كانوا من رجال العشائر المختلفة إعادة تحميلها إلى سيارات الشحن، ومن ثم إرسالها إلى التجار الحلبيين. لقد أدى هذا الصراع إلى تجميد النشاط الاقتصادي وحرق وتدمير بعض المنشآت، وقُتِلَ كثيرٌ من الناس بسببه. أما وصف حي البداوة الذي أنشأته العشائر وكذلك محطة القطارات وعمليات القتل والحرق، فقد كتبته من الذاكرة لأنني كنتُ شاهداً على هذا الصراع وأبطاله بسبب عمل والدي في ذلك الحين بتجارة الحبوب، وكان الكثير من رجال العشائر هؤلاء يحضرون إلى مكان عمله الذي كان يسمى الخان لقبض الأجور، فنشأت صداقات بينه وبين هؤلاء وكانوا يطلبون منه التوسُّط أو حضور جلسات الصلح فيما بينهم.

بعد الانتهاء من كتابة الكوميديا الفلاحية قمتُ بنقل تلك المراجع المختصة بالعشائر إلى رفٍّ آخر لأترك المجال لجمع المراجع الأخرى التي ستساعدني في كتابة مسلسل خان الحرير. اشتريتُ ونقلتُ الكتب اللازمة لذلك إلى رفِّ الكتابة. كان الموضوع يختصُّ بصناعة النسيج في حلب وتطورها في الخمسينيات في ظل الصراع على سورية حسب تعبير باتريك سيل. نقلتُ هذا الكتاب وأيضاً مذكرات خالد العظم وأكرم الحوراني وكتاب تاريخ الصحافة في حلب وكذلك موسوعة خير الدين الأسدي، بينما تصفّحتُ في المكتبة الوطنية صحافة ذلك العصر التي تحتفظ بها المكتبة مجلّدة بشكل نظامي في ملحق خاص. كانت غارقة في الغبار بينما كان ورق الجرائد يتمزق بمجرد قلب الصفحة. كان علي أن أضع كمامة كي لا أموت اختناقاً. كما أنني أضفت إلى ما سبق كلّ ما وقع في يدي آنذاك عن الغجر ونمط حياتهم وفنونهم.

*****

إنَّ أهم كتاب نظري – نقدي موجود في مكتبتي هو الرواية التاريخية لجورج لوكاش. إنني أميلُ إلى أخذ الأحداث العامة أو التاريخية بعين الاعتبار في كل أعمالي، سواء كانت أدبية أم فنية، لذلك فإنني أحرصُ على جعل الشخصية الروائية تعيش ضمن التاريخ العام، وليس فقط تاريخها الشخصي. لا يوجد ذلك الإنسان المنعزل عن الأحداث العامة. في خان الحرير تعيشُ شخصيات المسلسل تداعيات تأميم قناة السويس ثم الوحدة السورية المصرية وما تبعها من تغيُّر في مصائرها. الأحداث التاريخية تُغيِّرُ حالَ المجتمع وبالتالي الأفراد. بسبب ذلك بالتحديد أقوم برسم المجتمع والقوى السياسية الفاعلة في الفترة الزمنية  للرواية أو المسلسل. لذلك يهمني كثيراً أن أكونَ على معرفة جيدة بالأحداث أو خريطة القوى السياسية.

في خان الحرير تتغيّرُ هذه القوى منذ بداية المسلسل حتى نهايته. إنها لا تتغيّرُ وفق مشيئة الكاتب، بل هي موضوعية مفروضة من التاريخ وعلى الشخصيات أن ترضخَ لها.

في مرحلة ما من الوحدة السورية المصرية يحدث القمع المخابراتي، وبسبب ذلك نرى بعض الشخصيات في السجن ممّا يؤثر على وضعها الاجتماعي والأُسَري. أيضاً يحدث التأميم فيؤدي ببعض الشخصيات إلى خسارة مصانعها، وبسبب الإصلاح الزراعي خسرت شخصيات أخرى أراضيها الزراعية. كلُّ ذلك له تأثير كبير على مصائر الشخصيات وتصرفاتها. لهذا السبب بالضبط أعتمدُ على بعض المراجع ليكون البناء دقيقاً. كان عليَّ أن أبحث عن مذكرات تتعلّق بعبد الحميد السراج أو بعبد الحكيم عامر أو بخطابات عبد الناصر وشكري القوتلي وخالد العظم وأكرم الحوراني وآخرين.

كانت مذكرات خالد العظم ممنوعة من التداول في سورية، ولكن ذلك لم يمنع من أن يقوم البعض بتصويرها وتجليدها وبيعها، ما أتاحَ لي الحصول على نسخة، أعتقد إن لم تَخُني الذاكرة، أنها جاءت في ثلاثة مجلدات وكانت قراءتُها أثناء التحضير وكتابة خان الحرير بالغة الأهمية. رافقتني هذه المذكرات، وكذلك كتاب باتريك سيلو طوال مدة كتابتي لجُزئَيْ هذا المسلسل. هناك أيضاً الأغاني التي كُنّا نسمعها تتردد من المذياع في البيوت والأسواق أو الخانات. انها أغاني المرحلة، والمذياعُ لعبَ دوراً بالغ الأهمية في الإعلام والترفيه والشحن العاطفي والوطني. كان توثيقُ ما يذاع في ذلك الوقت مُهماً جداً، وإلا فقدَ المسلسل مصداقيته. أعتقد أن المكتبة الوطنية في حلب، وكذلك شبكة الانترنت وذكريات الطفولة كلها، كانت إضافة كبيرة جداً إلى ما كان يوجد في مكتبتي من كُتب ومراجع.

بعد انتهائي من كتابة خان الحرير قمتُ بإعادة مَراجع تلك المرحلة إلى رفوفها السابقة، لأتمكّنَ من جمع الكتب والمراجع المتعلقة بالحرب العالمية الأولى ونهاية الفترة العثمانية، التي استعنتُ بها لكتابة رواية رياح الشمال، في رفّ الكتابة القريب، من أجل كتابة مسلسل الثريا الذي كُلِّفت بكتابته. ولم يَدُم ذلك سوى أشهر، لأعود من جديد إلى إعادة تلك الكتب إلى رفوفها الأصلية، وأعودَ لجمع ما يلزمني لكتابة الجزء الثاني من خان الحرير.

أنشأتُ مكتبة ثانية في مكتبي الهندسي لاستيعاب الكتب الجديدة، وأيضاً لأنني كنتُ أُمضي وقتاً طويلاً هناك، فأردت استثماره في القراءة. نَمَت هذه المكتبة باستمرار ولم أكن أتوقف عن نقل الكتب بين المكتب والبيت.

*****

بعد تلك الفترة كتبتُ رواية حالة شغف ورواية الصمت والصخب، اللتين لم تتطلَّبا مني الكثير من المَراجع الجديدة، خاصة الصمت والصخب التي كُتبت عن بلد وعن ديكتاتور غير معروفَين، بل كتبتها مُستعيناً بما أعرفه وبذاكرتي وببعض الكتب لزيادة معرفتي بعلم الجماهير وخصائص الديكتاتوريات، مثل أعمال حنا آرنت.

أما رواية حالة شغف فلها قصة يجب عليَّ تسجيلها هنا. فقد بحثتُ عمّا يفيدني أكثر مما أعرفه عن موضوع «بنات العشرة»، فلم أجد سوى عدة أسطر مكتوبة بشكل تعريفي عام في موسوعة خير الدين الأسدي. لذلك بدأتُ بإجراء لقاءات مع السيدات المعروف عنهنّ أنهنَّ ذوات معرفة أو علاقة مع بنات العشرة، وكانت لهنَّ هذه الميول. كان الأمر صعباً لأن السيدات يَمِلنَ إلى التكتم حول هذا الموضوع، ولكن الشهرة التي أصبتُها بعد خان الحرير جعلتهنَّ أقلَّ تمنُّعاً فقد أقنعهنَ ذلك بأنني أبحثُ عن المعلومات الأكيدة من أجل كتابة عمل جديد وليس بسبب الفضول، وظهرت في استجابتهنّ بقليلٍ من الجهد رغبةٌ جديةٌ في إنجاح أي عمل فني سوري صادق.

لقد تحدثنَ معي عن أسباب نشوء هذه الظاهرة الحلبية، وعن بنات العشرة الشهيرات وعن أغانيهنّ ومواويلهنّ التي كُنَّ يُؤلِّفنها للصديقة المحبوبة. عرفتُ منهنّ الكثير عن عاداتهنّ وقوانينهنّ، مثل إشهار العلاقة بين صديقتين معيّنتين في تَجمُّع يجري في حمام عام يُطلِقنَ عليه اسم «حمام الشهرة». لقد تأكدت من معرفتي عن لقاءاتهنّ الأسبوعية بأنهن يعنينَ بالجانب الموسيقي والرقص ودلال المحبوبة، وكيف أن كل صديقتين تجلسان بجانب بعضهما البعض للتمتع بالمُلامسة والهمس. جمعتُ العشرات من أقوالهنّ ومواويلهنّ التي كُنَّ يسمينها «العتابا»، وعندما شرعتُ في كتابة الرواية وجدتُ أنه ليس بإمكاني ذكر كل شيء بالتفصيل، بل فضلت التلميح في بعض الوصف والشرح. أعتقدُ أن هذه الرواية قدمت تلك الظاهرة بشكل توثيقي، قد يكون نادراً بعد الدمار والموت اللَّذين لحقا بمدينة حلب وأهلها مؤخراً، وأيضاً بسبب الهجرة. لقد فقدتُ أثرَ أو عرفتُ بوفاة كثيرات من بنات العشرة اللّواتي أتحنَ لي الفرصة لتوثيق هذه الظاهرة، التي اندثرت رومانسيتها وروعتها. صحيحٌ أنني لم أستفِض بالتفاصيل لأن الرواية لا تحتمل ذكرها كلها، فهي ليست دراسة اجتماعية أنثربولوجية، ولكن تبقى تلك المعلومات التي أبقيتُها خارجاً في خدمة الدارسين، فأنا لم أتوقف يوماً عن إرسالها إليهم إذا ما أرادوا الاستفاضة.

جاءت كتابتي لمسلسل جبران خليل جبران لتُوسِّعَ مكتبتي بكتب جديدة مهمة عنه وعن لبنان، وقد ساعدني كثيراً اشتراكي في برنامج الكتابة الدولي في مدينة أيوا في الولايات المتحدة عامي 2005 و2006 في اقتناء عدد من الكتب عن جبران، وكذلك لقائي في بوسطن بابن أخيه، الذي يحمل الاسم نفسه، والذي حوَّلَ بيته إلى شبه متحف لأعمال هذا الكاتب والشاعر والفنان.

ماذا حصل لمكتبتي في غيابي؟

أثناء قصف مدينة حلب عامي 2015 و2016 سقطَ برميلٌ متفجّرٌ على المبنى المجاور لبيتي وغرفة مكتبي، ما أدى إلى تحطُّم نافذتها وتناثُر حطام الحجارة والخشب والزجاج في الغرفة، وتصدُّع خشب المكتبة وانهيار الرفوف مع ما كانت تحمله من كُتُب. اختلَطَت أوراق الكتب بالغبار ونثار الزجاج، أما الخبر السعيد فقد كان أن النار لم تلتهم المكتبة. في حين أن إحدى العوائل التي هجَرَت بيتها، أو أنه ربما كان قد دُمِّر، استولت على مكتبي الهندسي وعلى موجوداته بما فيها المكتبة وما تحويه من كتب.

*الجمهورية