أصوات ذاكرة

محمد زعل السلوم

كم أنت؟!
في ألواني والمعينات
في تلك الصبوة الزهرية
وذاك الجمر وقبتان ومئذنة
تتلوى أصابع الصمت الأبدي
في آهات السمع المتلوية
يتدلى النبيذ على كؤوس الشفاه الأنيقة
تتشاور الأظافر في فم الأحلام
وذاك البرزخ الناعم على حافة الدهر
الشمع يتلوى على خمرة الدنيا
كم أنت مني يا ترى؟!
وكم أنا منك؟!
كم أنت؟!
وتلك الحرائق في كل الأرض
وسائد الموت
وسائد النشوة
تنغمس في ريش المبخرة
ما أدراني من أمنية
وما أعلمني من أناي
قريبا تتسلل الأوثان
حائرة في صنم
تغمض الآية عيناها
تسد الآلهة أذناها
ورفاه قطرات الوجنات
وتلك الكتف العارية
تقبل أفواه السماء
يا لبخار الموت
يا لضباب الحياة
تتزنر أذنيها اللامعتين بقبلات الشمس
كم أنت؟!
يا هذا ويا ذاك
تترنم الألحان باسطة أزهارها
وذراعاها على كتف القمر
وأنفها على شدوة المطر
تزدهر لقديس البنفسج الوردي
تثرثر الألسنة عسل الدهاء
تتقافز الشرانق أوجاعها
تهتز أروقة الشعر الناعم
ما أنا في ذاك؟!
ما أنا في أنت؟!
لا أحد سواي في أنت؟!
ولا أحد سواك في أناي
هكذا نمضي مثل فستق لذيذ
فابتسمي يا شرفات النجاة
وأنصتي يا ضحكات الأقدام الحافية
وسيري على أوشام الخاصرة
قبليني .. قبليني
يا أصوات ذاكرتي
وارتجفي أناشيد العمر
وأطلقي أبواق الخلود


ليون – فرنسا
23 شباط 2024