ابراهيم الخليل/ فيروز رشك: وجهها عاشقا في مرايا الماء

  • من مأثورات القزلباش:
  • أنا لا أؤمن بالله خائفا بل عاشقا..
  • لمولاي ابن عربي:
  • اعلم أن القلب هو من رحمة الله
    وهو أوسع منها ..-
  • النص: أصابع امرأة
  • حين نامت تلك الليلة / أغمضت عينيها على قهوة وضوء / وابتسمت كرزتان بشهوة
    امرأة تفتح كفيها عشاً للعصفور / يسقط فيهما / يبحث عن الدفء والرائحة والدخن
    أنثى تنام عارية في فراشها / وفي أصابعها يغفو البرد والحبر والكلمات / وغير بعيد
    عنها قطتها / تحلم بأسماك الماء .
  • حوارية:
    قال الرجل: أنت أنثاي / وأنا حارس نومك في الليل / ونومك حجاب ..
    قالت المرأة: وأنت معشوقي / أعطيك كنزي الصغير / وحصتي من المطر ..
    قال الرجل: نامي قليلا / نومك الوردة / وصحوي المطر ..
    قالت المرأة: لكلماتك عطر الوردة / ولصحوك طعم القهوة في الصباح ..
    قال الرجل: دعي أصابعك المزينة بأوشام الحناء / تقطفني من روضة الأسماء ..

قالت المرأة : وأسميك قيسا ..
قال الرجل: وأسميك ليلى ..

  • نميمة:
    كان الرجل يُحدّث المرأة باستمتاع عن نمائم يحفظها من أصحابهما في المساء ..
    فاعترضت المرأة قائلة:
  • النمائم بلا فنجان قهوة لا طعم لها…
    ثم قامت إلى المطبخ وظل الرجل ينتظر القهوة بشوق.
    هكذا ورد في الورق :
    نهاراً أسميك الرقة / ليلاً أنثى اشتُق اسمها من الماء ..
    نهاراً أنت الفرات / ليلاً دفترٌ للغرقى والأسماك والسكارى والقمر ..
    النص :
    يتداخل اللون / وكستناء عينيك / وكرز الوشنة / ودفء أصابعك / ليصنع اللوحة ..
    واللوحة أنثى تنام على ضفة النهر / عارية تنتظر طيور الشقراق / وعصافير التين / ومواويل الرعاة في
    طريقهم إلى جبل البشري / وخيام البدو حول قصر الحير ..
    أنتِ قصيدةٌ تكتب نفسها / وأنا درويش جوال /أتوضأ بحروفك الهامسة ..
    سيدة هذا المساء / أرميك بالياسمين / ثم آوي إلى الجبة / أشعل لك البخور ..
    نهاراً يسقيني مولاي كأساً من النبيذ في الحانة / ليلاً يأخذني العشق إليك ..
    تكتبني أصابعك أبجدية غامضة / على رمل الضفاف / ثم يأتي / ليمحو حروفي الماء ..
    قمر في مرايا النهر / يرش فضته في كحل الليل / وعلى شجر الزيزفون والغرب ..
    درويش يحمل مرقعته / وأناشيده وينتظر الغائبين / هكذا أنا على مدخل الجسر القديم ..
    أعلن أنني الوارث الوحيد / لحكايات الغزاة ممن عبروا النهر / ثم غابوا / ولم يتوقف جريان الماء ..
    ياأنت متى تمدين لي كفيك / كتاباً قديماً عن الغفران / فيرسو يقيني على الفرات ..

صباحاً أشرب القهوة مع أنثاي على الفرات
مساء تغسلني الرقة بالماء والأسئلة ..
آخر الليل يسقيني مولاي العرق في الحانة ..
فيخرج الغرقى إلى النزهة / فأرى وجهها عاشقاً في مرايا الماء ..

فخ الكتابة – فيروز رشك *

وقعت في فخ الكتابة عنك
على طول هذا المدى داخلي
ثقب يتسع
نحو نص لايشبه إلا جنوناً أرتكبته بالأمس في حلم عشرينية
أغلق عيني اليسرى
عن وجع اقتسمنا لحظاته الأولى
مبارك هذا الجرح العتيق
شجرة زيتون
في الجسد
إذا كانت رقصة الحجل
والمطر الخجول يبلل أحرف رغبة دفينة
وأنت تَعدُ شاماتها المتهمة
تباركها بشفاه مرتجفة
رجفة الذين ينتظرون مجهولا منتظر ا
غدا ستحكي الحكاية

اقتسمتني عاصفتان يابني
لن يفهم أحد
كيف تتمرد شامة على عنفوان
وتلوي أغنية عنق لبوة
كيف تختلط دمعتان وتغتسل الأصابع بالصلوات
وتعقد روح قرانها على الألم
حين تلبس خاتم الزيزفون لسيرة امرأة
غدا سيكون الوقت ثقيلا
الوحدة قاتلة
وحلمك في الذاكرة ذئب جريح
ستموت التي أرضعتها من ثدي الشمس زمن الصقيع
تولد ألف أنثى على أرضك

وأنت تردد آخر كلمات كانت سنابل مابعد سبع عجاف.

*نص مشترك

*خاص بموقع الرابطة